إنتفاضة الشعوب العربية الى أين ...؟

بغض النظر عن رأينا الشخصي لما يحدث من ثورات وإنتفاضات في الشعوب العربية، حيث أننا ننظر إليها على أنها حق تأخرت المطالبة به كثيراً، وعلى أنه (عودة الروح) الى جسد ميت، وعلى أنه لابد للأعضاء المصابة بالغنغرينا إما أن تقضي على حياة المرء أو يستأصلها قبل فوات الأوان، وان جميع الأنظمة العربية بلا إستثناء، هي أعضاء مصابة بالغنغرينا، سواء كانت في المشرق أو المغرب أو الخليج أو الشام، وان عملية إستئصالها بعملية جراحية نظيفة ومعقمة، أو بواسطة معول صدئ، باتت خياراً لابد منه، إذا كانت الشعوب العربية تنوي أن لايكون مصيرها في متحف الحيوانات المنقرضة. وعليه فإننا نستبشر خيراً بهذه الثورات والأنتفاضات - وهذا رأي شخصي.
ولكن .. ماتخبر به الروايات الواردة عمن يخبره العليم الخبير( فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ) ، فانه صلى الله عليه وآله أخبرنا بالأسباب والعواقب والنتائج الأخرى وأبعادها، لما يحدث في مثل هذا الوقت بالتحديد، وهي علوم تفوق رؤية المحللين والمفكرين والمفسرين وهي التالي :.

06‏/02‏/2012

انتفاضة الشعوب العربية .. الى اين ..؟

مقام و مقال
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين .
وبعد
      لما كان لكل مقامٍ مقال ، فان هذه النافذة ستكون المنظار الليلي لمن يريد أن يرى في ظلمات هذا الليل الذي يغشى الناس ، حقيقة ما يجري وما يدور في العالم ، ليس بالسطحية الشائعة ، وإنما بالغوص إلى أعماق القضايا وخلفياتها ومآلها الذي ستؤول إليه ، وذلك من خلال القرآن الكريم والحديث النبوي والرواية الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ،  وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ  .
    وسنبدأ هذه السلسلة من المقالات المختلفة ، في المقامات المختلفة ، بما يعد اليوم هو الشغل الشاغل لشعوب العرب و شعوب العالم ، وذلك ما يسمى في الإعلام ( الربيع العربي ) و ( انتفاضة الشعوب العربية ) وشبيهها من التسميات .

انتفاضة الشعوب العربية ... إلى أين ؟
بعد دهر من النوم قضته الشعوب العربية كأنها قطعان الأغنام ، بين مهموم بمعتلفه ، أو منقاد لجازره ، أو مستسلم لحالبه ، أو منتظر لذئب ينهي حياته الفاقدة للمعنى و الهدف . فجأة تتحول الأغنام إلى ثيران هائجة ، وذئاب مفترسة ، وتتدفق قرائح المحللين الأدعياء ، والمفكرين الأغبياء ، والسياسيين المنافقين :
( انه الانفجار الذي يولده الضغط ) ، ( إنها جيوش الانترنيت ) ، ( انه الوعي التراكمي ) ، ( إنها تجارب الديمقراطية ) ... إنها .. إنها .
   أيها الشعوب .. تعالوا معي أخبركم ليس بما أرى من الرأي و التحليل العقلي ، بل بما اخبر به نبيكم خاتم الأنبياء و أهل بيته ( صلوات الله عليهم أجمعين ) عن ثوراتكم و انتفاضاتكم في هذا الوقت بالتحديد .
 من الذي رفع عنكم الوهن و التخاذل ؟
 ما علاقة ذلك بالحول والقوة ؟ إذ لا حول ولا قوة إلا بالله .
 من الذي يرد الكرة لكم .. وعلى من ؟
ما علاقة الصبيان من ( شباب الفيس بوك و اليوتيوب و التويتر وغيرها بما قدره الله من المقادير ؟
هل ستستقيم أموركم و تتحقق تطلعاتكم ؟
لقد خلعتم أعنتكم و كسرتم القيود كما تخلع الخيول أعنتها ، افتعلمون من سيتولاكم و يتأمّر عليكم ؟
    كل هذه الأسئلة يجيب عنها أئمة أهل البيت عليهم السلام ، والى أي أمر ستؤول بإذن الله .
خلع العرب أعنّتها :
  *  بسنده عن يعقوب  السراج ، قال : " قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : متى فرج شيعتكم ؟ قال : إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع ، وخلعت العرب أعنتها ، ورفع كل ذى صيصية صيصيته ، وظهر السفياني ، وأقبل اليماني ، وتحرك الحسني ، خرج صاحب هذا الامر من المدينة إى مكة بتراث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، قلت : وما تراث رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ؟ فقال : سيفه ، ودرعه ، وعمامته ، وبرده ، ورايته ، وقضيبه ، وفرسه ، ولامته وسرجه ". ([1])
 * وبسنده عن ابي  جعفر محمد بن معروف الهلالي الخزاز في حديث عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وكان مما قاله :
( فقال : يا غلام ، البحر لا جار له ، والملك لا صديق له ، والعافية لا ثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ، ثم قال : تمسكوا بالخمس وقدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة وتزينوا بالحلم واجتنبوا الكذب وأوفوا المكيال والميزان، ثم قال : الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنتها ، ومنع البر جانبه ، وانقطع الحج ، ثم قال : حجوا قبل أن لا تحجوا واومى بيده إلى القبلة بإبهامه وقال يقتل في هذا الوجه سبعون ألفا أو يزيدون .) ([2])
* وفي تاج المواليد للطبرسي ، في علائم ظهور الإمام القائم المهدى عجل الله فرجه عن الإمام علي الرضا (ع) : ( ... وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، و خروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام ، ودخول رايات قيس إلى مصر ، ورايات كندة الى خراسان . وورود خيل من المغرب حتى تربط بفناء الحيرة . واقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة ، وخروج ستين كذابا كلهم يدعى النبوة ، وخوف اهل العراق ، وموت ذريع فيه ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وجراد يظهر في أوانه وفى غير اوانه حتى يأتي على الزرع والغلات ، وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم ، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم ، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ). ([3])
  شروح بسيطة :
قول الإمام الصادق (ع) :
إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع : هو أن جميع الملوك و الرؤساء والأمراء العرب هم ( الطبعة الثانية ) أو الراية الثانية للدولة العباسية ، وهم جميعا أولاد عبد الله بن عباس ، سواء علموا بذلك أو لم يعلموا ، ولكنهم ملعونون على لسان رسول الله (ص) وهم في صلب ابن عباس ( راجع كتاب عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) .
    وان اختلافهم فيما بينهم و تآمر بعضهم على بعض هو من علامات زوال دولتهم و ظهور السفياني الملعون من الشام على اثر اختلاف أهل الشام واقتتالهم فيما بينهم ، ابتداءً مما يحدث في سوريا ، وتآمر أمراء دول الخليج ( أهل الحجاز ) عليهم ، بعد نزع ملك ( الصادم بالنار.. صدام ) و( القاذف بالكلام .. القذافي ) و ( المتبرك .. حسني مبارك ) و ( المتيمن .. علي عبد الله صالح ) وأمير تونس ، والباقي في الطابور ينتظرون ما وعدهم الله وما توعدهم به .
قوله عليه السلام : ( ورفع كل ذى صيصية صيصيته ) : أي أن الغالبية الساحقة ترى أنها مؤهلة للملك ، ولا يرى احد انه دون الآخرين وكلها تريد أن تصبح رؤساء ووزراء وأمراء ومدراء .
والـ ( صيصية ) ايضا لها اشارة اخرى .. وهي صيصية ( تويتر ) الريشة التي في تويتر وامثاله : يعني ( التغريدات ، و المنشورات ) التي هي بعلم و بغير علم ،، الكل يريد ان يعبر عن رأيه بلا تروي ،، وهذا الامر سيخلق ازمة فكرية و احتقان اجتماعي و تحريض على العنف ، والفعل وردات الفعل ..
 قوله عليه السلام : (البحر لا جار له ، والملك لا صديق له ، والعافية لا ثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ) :أي : لا تجاوروا الشواطيء البحرية بسبب الزلازل البحرية ( تسونامي ) وكل من يجاور البحر يهلك . والملك ينتقل بسرعة من جهة إلى جهة ( يذهب حكم السنين والأعوام و يأتي حكم الشهور والأيام ) فالملك لا صديق له . والعافية لا ثمن لها ، قد يرى المسلم انه مهمش و مقصي و محروم ، ولكنه في عافية من الاستهداف و القتل  ، ويداه نظيفتان من المال الحرام ، وله العاقبة الحسنة فليصبر ، فانه في نعمة لا يعلمها ولا يقدرها حق قدرها فليحمد الله على ذلك ، لأنه قليل الذنب ، وأمر الله وحكم الله قاب قوسين أو أدنى .
لـعـب الصـبـيان :
أما كيف تبدأ الفتنة ؟ ومن يوقد حطبها ؟ وهل ستستقيم الأمور بعدها ؟ أم إنها مستمرة هكذا إلى ظهور الإمام المهدي (عج) ؟ فهذا ما وردت فيه الروايات المرفوعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله .
*   حدثنا ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن المسيب قال : " تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء ألا أن الأمير فلان " ، وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لينفضان فقال : ذلكم الأمير حقا ثلاث مرات . ([4])
 * حدثنا ابن وهب عن إسحق بن يحيى عن محمد بن بشر بن هشام عن ابن المسيب قال : " تكون فتنة بالشام كأن أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم أمر الناس على شئ ولا يكون لهم جماعة حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان وتطلع كف تشير ." ([5])
شرح مبسط لما تشير إليه الروايات :
   من المعلوم أن ما يذهب إليه المحللون و المفكرون اليوم لتفسير انتفاضة الشعوب العربية ، هو أن ( جيوش الانترنيت ) مما يسمى ( شباب الفيس بوك ، واليوتيب ، والانترنيت ) وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ، كانت هي الفارس المغوار والقائد الكرار غير الفرار لتثوير الديناميت الفاسد و الألغام المعطوبة في نفوس الجماهير والشعوب لتحدث هذه الثورة الطوفانية .
    وهؤلاء هم الذين تشير إليهم الروايات بـ ( الصبيان ) ، و بعملهم على انه ( لعب ) أو .. كأنه لعب ، ثم ينهار السد ولا احد يستطيع إيقافه , ثم تكون عاقبة الأمر هي انه ( لا يستقيم أمر الناس )  .
التحليل :
     بغض النظر عن رأينا الشخصي لما يحدث من ثورات وانتفاضات في الشعوب العربية ـ حيث أننا ننظر إليها على أنها حق تأخرت المطالبة به كثيرا ، وعلى انه ( عودة الروح ) إلى جسد ميت ، وعلى انه لابد للأعضاء المصابة بالغنغرينا أما أن تقضي على حياة المرء أو يستأصلها قبل فوات الأوان ، وان جميع الأنظمة العربية بلا استثناء ، هي أعضاء مصابة بالغنغرينا ، سواء كانت في المشرق أو المغرب أو في الخليج أو في الشام  ، وان عملية استئصالها بعملية جراحية نظيفة و معقمة ، أو بواسطة معول صدئ ، باتت خيارا لابد منه ، إذا كانت الشعوب العربية تنوي أن لا يكون مصيرها في متحف الحيوانات المنقرضة ، وعليه فإننا نستبشر خيرا بهذه الثورات والانتفاضات ـ وهذا رأي شخصي .
   ولكن .. ما تخبر به الروايات الواردة عمن يخبره العليم الخبير( فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) ، فانه صلى الله عليه وآله اخبرنا بالأسباب والعواقب و النتائج الأخرى وأبعادها ، وهي علوم تفوق رؤية المحللين و المفكرين و المفسرين ، وهي التالي : .
    لمّـا انعم الله على هذه الأمة بنعمة لا تجزى ، وذلك برسوله الكريم صلى الله عليه وآله إليهم لهدايتهم ، يعلمهم الكتاب والحكمة و يزكيهم و يعلمهم ما لم يكونون يعلمون ، وأمره الله أن يحدث بهذه النعمة (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ، ثم اتمّ الله هذه النعمة بجعل خلفاء وأوصياء لرسوله الكريم من أهل بيته (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، ولمّـا كفرت الأمة بهذه النعمة ـ كما اخبر بها القرآن قبل وقوعها ـ ( أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) وذلك بقتل أهل بيته واستباحة حرماتهم ، وتولية من لم ينزل الله بهم سلطانا ،  فقد جاءهم ما كانوا يوعدون ، وكان مما توعدهم به أن يظهر دينه الذي ارتضى ، ولو كانوا كارهين ، يظهره على كل الاديان والعقائد والنظريات و الاطروحات شرقية كانت ام غربية ، يسبق ذلك أنواع من العذاب الأدنى يذيقهم إياه (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، وهذا العذاب يسبق عذاب الاستئصال ، وهذا العذاب الأدنى فصلته الآيات القرآنية ، وأوضحته الروايات والأحاديث النبوية الشريفة ،
الآيات القرآنية الكريمة :
  * ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) ([6]) .
 وفي الروايات أن رسول الله (ص) استعاذ بالله من الأولى الثانية فأعاذه الله وأخرها إلى ظهور الإمام المهدي (عج ) واستعاذ من الثالثة فأبى الله ذلك ، وهو أن يجعلهم فرق مختلفة متقاتلة يقتل بعضهم بعضا و  يبغي بعضهم على بعض ، فيحق عليهم القول ( بنزول عذاب الاستئصال للكافرين منهم ) .
* ( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنْ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) ([7])
 وفي الروايات إن هذه الآية هي خاصة باختلاف أهل الشام فيما بينهم ، وهي علامة جيدة وبشارة باقتراب الموعود ، وسنفصل في محله .
*  (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ) ([8]).
* (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) ([9]) ،
 وهذه الآية الكريمة بالتحديد تصف حالة الفوضى و الاقتتال و التمرد و والجيشان ، كأنهم أمواج البحر يضرب بعضهم بعضا ، ولا يستقرون إلى قرار ، وذلك بأنهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) ([10])
والذي كرهوه مما انزله الله ، هو ولاية أهل بيت النبوية ، ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده المعصومين عليهم السلام .
الروايات :
   وأما الروايات فإنها فصلت لكل بلد وكل شعب وكل مدينة ما سيحل بها ، ومن الذي سيظهر على أهلها ، وحرصا منا على أن نبين للناس والشعوب العربية حقيقة ما هم فيه من الفتنة ، ولكي يكونوا على بينة من الأمر ليختاروا موقفهم المناسب ، فسوف نفصل لكل بلد حقيقة الفرق المختلفة و المتقاتلة على الملك ، وأصولهم التي يرجعون إليها من الآباء والأسلاف ، وماذا قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله :
ونبدأ بالتعريف عنهم نصا عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في الجفر الأعظم :
( يسيرون وراء إسرائيل ، ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلى جهنم ، يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاما على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا ، والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم ، وآل فلان ، وآل النون ، وآل العود ، والمتبرك، والمتعرف ، و المتيمن ، والمتمصر، والقاذف بالكلام ، والصادم بالنار، والفاتن بالفتن ، ومنهم الملك ، والقيل ، والأمير، والرأس ، والوالي ، والزعيم ، في زمنهم يضيع المسجد الأقصى ) .
    ولما كانت هذه المعلومات مفصلة في كتابنا ( عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) ويمكنكم مراجعتها وهو منشور على الانترنيت ، فسوف نتجنب الخوض في الأسباب والخلفيات ، ونمر مرورا سريعا بما سيحدث في كل دولة :
أهل المغرب العربي :
    بعد سقوط  أمير تونس ( زين العابدين بن علي ) ،  ومقتل القاذف بالكلام ( القذافي ) سوف يمتد الأمر إلى كل بلدان المغرب العربي ( الجزائر و المغرب  وموريتانيا ) وسيكون ظهور دولة المروانيين من هناك ، وقائدهم ( عبد الله عبد الرحمن ) .
توضيح : إننا نعيش فترة ردّ الكرّة (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) ، و رد الكرة شامل لكل شيء ، فكل من نزع الملك من جهة ما ، فان السابق تكون له الكرة على اللاحق فينزع الملك منه ، وآخر الكرات تكون لآل محمد صلوات الله عليهم ، فينزعون الملك من ( السفياني ) ، وأما بني مروان فإنهم ينزعون الملك من بني العباس ( الملوك و الرؤساء والأمراء العرب الحاليين ) وآخرابرز من فيهم كعلامة هو  ( عبد الله ـ ملك الحجاز ) وهو مفاتح سيف الفناء  .
      إذن فما يسمى بـ ( تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ) ستكون لهم الصولة في بلاد المغرب العربي ، وأما اتجاههم السياسي فهو إقامة دولة المروانيين ، يتحالف معهم البربر ، وبعد حصول هؤلاء القوم على أسلحة الجيش الليبي السابق ، فسيكون هدفهم الأول في مرحلته الأولى هو مصر ، فيتوجهون إليها ويخربونها وسيكون لأهل مصر منهم أيام سوداء مظلمة ، فالويل لأهل مصر منهم ، ثم يتوجهون إلى الشام ، ويكون هناك موعدهم ويومهم العسير مع ( السفياني ) الذي نزع بني مروان ملك أسلافه في الدولة الأموية ، فيقتلهم شرّ قتل وتفر منهم فرقة إلى الحجاز فالويل لأهل الحجاز منهم ، ثم يكون مصيرهم الأخير في معركة قرقيسيا ، وفيها الرواية المشهورة ( ويل يومئذ لعبد الله من عبد الله ) حيث يكون اسم كل منهما ـ المرواني ، وقائد جيش السفياني ـ اسمه عبد الله ، وسنتابع شأنهم في الحديث عن ( أهل الشام ) ، والحديث عن ( أهل مصر ) .
وذلك في المقالة الثانية ، وعنوانها ( الهبوط من ارض مصر ) إذا شاء الله ذلك
                                  ونسألكم الدعاء
هذا الرسالة مستلة من بحوثنا في كتبنا ومنها كتابي ( عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) لمراجعة التفاصيل .. 


([1])   كتاب الغيبة- محمد بن إبراهيم النعماني  ص 270 :
([2])    الأصول الستة عشر- عدة محدثين  ص 131 : وفي بحار الأنوار ج 47 ص 93
([3])     تاج المواليد (المجموعة)- الشيخ الطبرسي  ص 69 :  
([4])    كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 208 :
([5])    كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 209 :
([6])  ـ  الأنعام 65
([7])  ـ  مريم 37، 38
([8])  ـ  الحج 47
([9])  ـ  الكهف 99
([10])  ـ  سورة محمد  9

هناك تعليق واحد:

  1. لكل قراءمدوناتي :
    لا اسألكم عليه اجرا إن أجري إلا على الله

    ردحذف