إنتفاضة الشعوب العربية الى أين ...؟

بغض النظر عن رأينا الشخصي لما يحدث من ثورات وإنتفاضات في الشعوب العربية، حيث أننا ننظر إليها على أنها حق تأخرت المطالبة به كثيراً، وعلى أنه (عودة الروح) الى جسد ميت، وعلى أنه لابد للأعضاء المصابة بالغنغرينا إما أن تقضي على حياة المرء أو يستأصلها قبل فوات الأوان، وان جميع الأنظمة العربية بلا إستثناء، هي أعضاء مصابة بالغنغرينا، سواء كانت في المشرق أو المغرب أو الخليج أو الشام، وان عملية إستئصالها بعملية جراحية نظيفة ومعقمة، أو بواسطة معول صدئ، باتت خياراً لابد منه، إذا كانت الشعوب العربية تنوي أن لايكون مصيرها في متحف الحيوانات المنقرضة. وعليه فإننا نستبشر خيراً بهذه الثورات والأنتفاضات - وهذا رأي شخصي.
ولكن .. ماتخبر به الروايات الواردة عمن يخبره العليم الخبير( فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ) ، فانه صلى الله عليه وآله أخبرنا بالأسباب والعواقب والنتائج الأخرى وأبعادها، لما يحدث في مثل هذا الوقت بالتحديد، وهي علوم تفوق رؤية المحللين والمفكرين والمفسرين وهي التالي :.

09‏/03‏/2012

الرسالة الرابعة

الرسالة الرابعة
انتـــفاضة الشعـــوب العـــربــــيـــة "4"
العراق تحت سنابك الخيل
بسم الله الرحمن الرحيم
    عندما يكون الكون كله مطوي في يمين الله (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) فان الأرض وشعوب الأرض ، لا تمثل إلا شيئا يسيرا من ملك الله وسلطان الله ونفوذ مشيئته وجريان قدره ، ومن هنا فان الحوادث التي نرويها من بقعة ما من الأرض ، وتنشغل بها العقول ووسائل الإعلام وأجهزة المخابرات ودهاليز السياسة ، تكون شاغلا لها عن الاهتمام أو الإحاطة أو التركيز على بقعة أخرى من الأرض ، بينما هي عند الله تجري بقدر مقدور ، سواء في البقاع المختلفة من الأرض ، أو في السماء .
   ولهدا فإننا عندما نتناول الأحداث في الشام أو في مصر أو في العراق أو الحجاز واليمن والمغرب وغيرها ، يجب أن لا نغفل عما يجري ويخطط له في بلاد الترك و إخوان الترك ( روسيا والصين وأمم شرقية أخرى ) أو ما يحدث عند الروم وحلفاؤهم من الإفرنج والصقالبة والأندلس ( دول حلف الناتو ) ، أي إن أمر الله ـ وإن كان مقسما إلى أقسام (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ) ، إلا انه في النهاية أمر واحد بقدر واحد ولهدف واحد ، فكلما كان المرء ضيق الأفق فانه لا يرى إلا ما يجري حوله أو ضمن اهتماماته ، وكلما توسع افقه ، فانه يرى الترابط والتشابك بين جميع ما يجري اليوم في الشعوب العربية أو في جميع شعوب الأمم الأخرى أو ما يجري في الفلك والمناخ والجيولوجيا والفضاء ، وهدا لا يفهمه إلا الإمام المعصوم ، أو من تربى على موائد المعصومين ( عليهم السلام ) ونهل من علمهم.
وفي هده الرسالة سننقل لكم اللقطات المتفرقة التي قد لا تجدون بينها روابط ، ثم نتناولها بشيء يسير من الشرح المبسط ونترك التحليل لكم .
أسباب اختلاف الرؤساء والملوك والأمراء العرب :
*  علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان  فيما بينهم فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني . )[1]
توضيح :
 بنو فلان : يشير بها أئمة أهل البيت عليهم السلام في بعض الروايات إلى ( بني العباس ) ، وفي بعضها يسمونهم بالاسم بالصريح ، وقولهم عليهم السلام ( بني فلان ) لان القرآن الكريم أشار إليهم به فيما أشار ، بقوله تعالى (يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ) .
*  حدثنا ابن وهب عن موسى بن أيوب عن سليط بن شعبة الشعثاني عن أبيه عن كريب بن عن كعب قال :(  إذا رأيت العرب تهاونت بأمر قريش ، ثم رأيت الموالي تهاونت بأمر العرب ، ثم رأيت مسلمة الأرضين تهاونت بأمر الموالي ، فقد غشيتك أشراط الساعة . ) [2]
* ابن عباس قال : أول العرب هلاكا قريش وربيعة ، قالوا : وكيف ؟ قال : أما قريش فيهلكها الملك ، وأما ربيعة فتهلكها الحمية ) [3]
وهدا هو ما يشير إليه قوله تعالى (  فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ* هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) [4]
  بينما يشير قوله تعالى ( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنْ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [5] .
يشير به إلى اختلاف أهل الشام فيما بينهم ـ حسب قول الإمام علي (ع) . وكما اخبر القرآن الكريم ، فقد أصبح الأخلاءُ أعداءَ لا يشفى قلب احدهم من الآخر إلا بالقتل العنيف ، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم وما سولت . وأما نتيجته : فكما جاء في الروايتين بعدها ، فهو سقوط هيبتهم في عيون قريش ، ثم سقوط قريش في عيون العرب ، ثم سقوط هيبة العرب في عيون الموالي ، ثم احتقار الأعاجم للموالي والاستخفاف بشأنهم ، ثم .. اختلاف أعناق الأمم في الحرب .
    فمن غرائب آخر الزمان أن يطالب سعود الفيصل وحمد بن جاسم وباقي فراعنة الخليج بالديمقراطية الانتخابية لشعوب ليبيا ومصر وسوريا وغيرها ، بينما هم لم يكتفوا بإنكار هوية شعوبهم ، وإنما استعبدوهم كخدم وعبيد لمملكتهم ، فالمملكة لآل سعود ، ومن هو من غير آل سعود فهو عبد مملوك لا يحق أن يكون له نصيب ولو اسم من اسم الوطن ، فهو ( سعودي شاء أم أبى ) وهنا المفارقة المضحكة من غباء هؤلاء القوم ،حيث حكموا على أنفسهم بأنفسهم (فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ) . وبمختصر القول : فان اختلاف هؤلاء القوم هو من فعل الله بهم ، فائتلاف القلوب و اختلافها هو من الله سبحانه .
    وعلى أية حال ، فإننا نحاول في هذه الرسالة نقل ما يجري في ميدان المعركة من العراق ، وبمنظارنا الليلي الذي يرى ما لا ترون في ظلمات الليل ، ولكننا نعطيكم ما خفي من الترابط بين الأحداث .
    إذن نحن في العراق ، وللعراق ثلاث رايات متصارعة ومتقاتلة ، شانه شان بقية البلاد ، ففي الشام ثلاث رايات ( الأصهب و الأبقع و السفياني ) :
 *روى الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : " الزم الأرض ولا تحرك يدا  ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك ( ذلك ) : اختلاف بني العباس ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ) [6]
* قال الوليد فحدثني شيخ عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي ( ع) قال يقتل أربعة نفر بالشام كلهم ولد خليفة رجل من بني مروان ورجل من آل أبي سفيان قال فيظهر  السفياني على المروانيين فيقتلهم ثم يتبع بني مروان فيقتلهم ثم يقبل على أهل المشرق وبني العباس حتى يدخل الكوفة .) [7]
ـــ وفي اليمن ثلاث رايات ( مضر مع المرواني ، و كلب مع السفياني ، والأخيار مع اليماني ــ وهو من حمير ــ ) ، فأما رايات العراق فجاء في الرواية :
* وفي رواية عمرو بن شمر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ذكر المهدي فقال : " يدخل الكوفة وفيها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء ) [8] .
وأما علامة ذلك فهو أن يملك من بني العباس ثلاثة تبدأ أسماؤهم بحرف ( عين )
* حدثنا عبد القدوس عن حريز بن عثمان عن حبيب بن صالح قال ليخرجن رجل يقال له عبد الرحمن بأهل المغرب حتى يأتي حمص فيصعد إلى منبرها . حدثنا ضمرة عن أبي حسان بن توبة قال لا بد من أن يملك من بني العباس ثلاثة أول أساميهم عين .) [9]
وهم ( عبد الله ملك السعودية ، و عبد الله ملك الاردن ، و علي عبد الله صالح رئيس اليمن ) . وأما عن الزوراء ، ففي تاريخ بغداد :
*(  عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي قيس عن علي بن أبي طالب أنه قال : ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " تكون مدينة بين الفرات ودجلة يكون فيها ملك بني العباس وهي الزوراء يكون فيها حرب مقطعة يسبى فيها النساء ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم " ، قال أبو قيس : فقيل لعلي : يا أمير المؤمنين لم سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوراء قال لان الحرب تدور في جوانبها حتى تطبقها ) [10] .
   وراية بني العباس سقطت من يد صدام حسين واسقط معه كل شيء ، فعاد إلى حملها عدة رجال منهم ( الارعش ) كما سماه أمير المؤمنين عليه السلام في الملاحم والفتن وهو عدنان الدليمي ثم ظافر العاني ومشعان الجبوري وخلف العليان والدايني ، وأخيرا صاحب ( الطاء ) من ( طسم* ) ، وهو طارق الهاشمي ، الذي يقول مجلس القضاء الأعلى انه قام بأكثر من مائة وخمسين عملية إرهابية ضد الشيعة ، لكن الحقيقة التي يعلمها الناس ، أو يعتقدون بها على الأقل وينسبونها إليه ، تفوق إضعاف هذا العدد من التفجيرات الإرهابية على مواكب حسينية وأسواق ومساطر تجمع العمال ، وأكشاك المأكولات السريعة للفقراء .
   والرايات الأخرى كثيرة ، أكثر من ثلاث ، لكن يبدو أن أكثرها سيدمر ولا يبقى لها ذكر أو أهمية ـ إلا ثلاث منها ـ ولا نستطيع تحديدها بالضبط في الوقت الحاضر ، وأهمها :
 راية الأكراد :
*ففي فتح الباري في قوله تعالى " سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ": (وقد أخرجه الاسماعيلي من طريق مروان بن معاوية وغيره عن إسماعيل وقال فيه أيضا وهم هذا البارز وأخرجه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن بشار عن سفيان وقال في آخره قال أبو هريرة : ( وهم هذا البارز يعني الأكراد )[11]
*حدثنا ابن أبي خالد عن أبيه قال نزل علينا أبو هريرة رضي الله عنه ففسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " تقاتلوا قوما نعالهم الشعر " قال هم البارزون يعني الأكراد ، وقوله تعالى " تقاتلونهم أو يسلمون " يعني شرع لكم جهادهم وقتالهم فلا يزال ذلك مستمرا عليهم ولكم النصرة عليهم أو يسلمون ) [12].
وقولهم ( البارزون ، و البارز ) هم قبيلة البارزان الكردية التي يتزعمها الآن مسعود البارزاني ، ونجيرفان البارزاني ، ومنهم ميليشيات الأكراد ( البيشمركة ) وكلاهما ـ(ـ البارزان و بيشمركة ) من أهل حرف الباء من ( بسم ) الله . راجع " عولمتنا ....
   وفي سنة الظهور الموعودة فان من أحداث تلك السنة هي سيطرة الأكراد على الزوراء ، وإسقاط الحكومة ، فلا برلمان ولا حكومة ولا مؤسسات ولا رواتب ، فقط المؤسسة العسكرية تبقى قائمة بشكل من الأشكال ، وعند دخول السفياني إلى العراق متوجها إلى الكوفة ، فان الجيش يكون قد توجه إلى ( الجبل ) المنطقة الشمالية ـ حسب خطبة الإمام علي (ع) ، ولم يبين سبب ذلك ، هل لمواجهة التوسع الكردي ، أم لمواجهة غزو تركي ، فان الأكراد اليوم يعتقدون بان الفرصة التاريخية التي يمرون بها لا يمكن أن تتكرر في التاريخ ويجب استغلالها للإعلان الاستقلال في الوقت المناسب ، فكل ما يقولونه في الإعلام هي أكاذيب ـ يكذبها الإمام علي (ع) .
ومن جهة أخرى فان المطالب الكردية بالتوسع غير المعقول ، إلى محافظات خارج إقليم كردستان ، فيما يسمى في السياسة العراقية ( المناطق المتنازع عليها ) ، لا يعبر عن غباء سياسي فقط ، بل طغيان كما وصفه القرآن الكريم للذين تكون لهم الكرة في آخر الزمان ومن ضمنهم الأكراد ، حيث يقول تعالى (وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [13]
حيث تشير الآية إليهم والى أمثالهم ممن ضرب الله عليهم الذلة و المسكنة لكونهم في حقيقة أنفسهم ذوو نزعات فرعونية مستكبرة ومفسدون ، وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام الرسمية الكردية والعراقية : إن مسعود البارزاني ارتد عن دين الإسلام واعتنق المسيحية ، لترضى عنه اليهود و النصارى ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) [14]
راية الشراة ( الخوارج ) :
وفي كتاب نعيم : حدثنا سعيد أبو عثمان حدثنا جابر الجعفي عن أبي جعفر(ع) قال:
( ويظهر الأكبش مع قوم لا يؤبه لهم ، قلوبهم كزبر الحديد ، شعورهم إلى المناكب ليست لهم رأفة ولا رحمة على عدوهم ، أسماؤهم الكنى وقبائلهم القرى ، عليهم ثياب كلون الليل المظلم يقود بهم إلى آل العباس وهي دولتهم فيقتلون أعلام ذلك الزمان حتى يهربوا منهم إلى البرية فلا تزال دولتهم حتى يظهر النجم ذو الذناب ويختلفون فيما بينهم )[15].
  نقول : أسماؤهم الكنى و ألقابهم القرى كما في الرواية يعني هكذا ( أبو مصعب الزرقاوي ، أبو عمر البغدادي ، أبو حمزة المصري ) وهكذا يلقبون أبا فلان ، وقبائلهم القرى : يتلقبون بالقاب المدن والمناطق والقرى ، زرقاوي ، ومغربي ، وبغدادي ، ومصري ... الخ  .
الشرح :  من أهم الرايات التي عاثت في ارض العراق فسادا هي راية الخوارج التي دخلت تحت مسمى ( تنظيم القاعدة ) بدعوى [ إخراج المشركين من جزيرة العرب ] يعنون الأمريكان ، إلا أن الاستخبارات الغبية والذكية منها تعلم علم الوقائع والصور والشواهد أن أسامة بن لادن صنيعة أمريكية وعميل أمريكي ــ وإن انقلبوا عليه فيما بعد لإخفاء الأدلة ، كما هي عادتهم ــ وأما كاميرات المراقبة التي تنصبها وزارتا الداخلية والدفاع العراقيتان ـ وكما اطلع عليها احد النواب من الكتلة الصدرية وأعلن عنها ــ ففيها الأدلة القاطعة على تحالف استراتيجي بين الأمريكان والقاعدة ( الخوارج) ، وفي السجون والمعتقلات الأمريكية في العراق تمّ تجنيد الآلاف ــ وحسب وثائق ( موقع ويكيليكس ) السرية ، إنهم ستون ألف ــ الآلاف منهم من القاعدة للقيام بتفجيرات انتحارية ضد الشيعة ، لمواجهة ( جيش المهدي ) ، أو ما تسميه القيادة الأمريكية ( الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ) ،
ما يقوله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الرايتين :
في كتاب الغيبة للنعماني ، قال الإمام علي (ع) من خطبة طويلة في ( الملاحم والفتن ) تعرض فيها الى ظلم بني العباس وما سينتج عنه ، وهو تمزيق العراق برايات هي من شرّ الرايات حتى ظهور الامام المهدي (ع) ، قال :
: (في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء ، والعلم الأخضر ، أي يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت ، ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة ، وخراب دار الفراعنة ومسكن الجبابرة ، ومأوى الولاة الظلمة ، وأم البلاد وأخت العاد ، تلك ورب علي يا عمرو بن سعد بغداد ، ألا لعنة الله على العصاة من بني أمية وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي ولا يراقبون فيهم ذمتي ، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي )[16]     
الأنبار ونصرة السفياني :
     غريب أمر هؤلاء العبثيين ، بالأمس القريب كانوا يستمدون قوتهم ونصرتهم من الحكومة السورية وحزب  البعث السوري  و( الرفيق المناضل بشار الأسد ) بحسب تسمياتهم ، ويجدون عنده المأوى والأموال والدعم بكل الأشكال ــ بدعوى أنهم " مقاومون " ، ولما وجدوا أن أمريكا وإسرائيل جادون في محاولة نزع ملكه ، ولما وجدوا دولارات الخليج أكثر دسامة ، نسوا كل مقولاتهم المنافقة والانتهازية عن ( القومية ، والمبادئ ، والعروبة ) وغيرها من المصطلحات المقرفة لخروجها من السنة المنافقين ، والتحقوا براية السفياني في حرستا ودرعا وحمص وأخواتها ، فماذا ورد فيهم من الروايات ؟ والى أي حال سيصيرون ؟
* ( حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش عمن حدثه عن كعب قال إذا رجع السفياني دعا إلى نفسه بجماعة أهل المغرب فيجتمعون له ما لم يجتمعوا لأحد قط لما سبق في علم الله تعالى ثم يبعث بعثا من كوفة الأنبار ثم يلتقي الجمعان بقرقيسياء فيفرغ عليهما الصبر ويرفع عنهما النصر حتى يتفانوا   ) [17]
ومعلوم خروج هؤلاء قبل أسابيع ، ثم قاموا بمذبحة بحق شرطة الأنبار لإخلاء الطريق للتواصل مع رفيقهم الجديد أو .... عجلهم الجديد ، فبعدا للقوم الظالمين .
رايات فساق الشيعة :
    وأما فساق الشيعة فلهم راياتهم المتعددة ، منها ما ظهر ، ومنها ما لم يظهر بعد ، فمنهم أدعياء المهدوية بمختلف ادعاءاتها ( كالذي يزعم انه المهدي أو الذي يزعم انه اليماني ، أو الحسني ، وغيرها من الادعاءات ، وأكثرها غرابة و إنكارا إدعاء احدهم انه ابن الإمام المهدي وان ( أبوه أرسله إليهم ) ، وعدا هذه الرايات ، فان العن راية وأشدها كفرا هي التي ستقتل ( النفس الزكية ) الحسيني ما بين الكوفة والنجف في السنة نفسها : راجع كتابنا ( بني إسرائيل بين التنزيل والتأويل ) الذي هو بحث في قتل النفس الزكية .
وهذه الراية هي التي يشير إليها قوله تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [18]
فبحسب تفسير الأمام الصادق عليه السلام ، أنهم ( رهط من الشيعة ) وقوله تعالى ( فهديناهم ) أي إنهم كانوا قبل ذلك على سلامة من دينهم وولايتهم لأهل البيت عليهم السلام ، ولكنهم ( فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) وغرتهم الدنيا وغرهم بالله الغرور ، وهي النفس الأمارة بالسوء والشيطان المضل ، وقوله تعالى (فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ ) هو الإمام المهدي (عج) إذا ظهر .
إذن هذه من أهم الرايات المعلومة ، ولكن الكثير منها سيدمر ، وكثير من قياداتهم سيقتلون ، وبعضهم يقتله السفياني .
ومن رواية مرفوعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، تفهم ما يجري وما سيكون يومئذ :
وعند جهينة الخبر اليقين
حدثنا عصام بن رواد بن الجراح ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا سفيان بن سعيد ، قال : ثني منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش ، قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله ( ص ) ، وذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب . قال : فبينما هم كذلك ، إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك ، حتى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين : جيشا إلى المشرق ، وجيشا إلى المدينة ، حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة ، والبقعة الخبيثة ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويبقرون بها أكثر من مئة امرأة ، ويقتلون بها ثلاث مئة كبش من بني العباس ، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشأم ، فتخرج راية هذا من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش منها على الفئتين فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويخلي جيشه التالي بالمدينة ، فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبريل ، فيقول : يا جبرائيل اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم ، فذلك قوله في سورة سبأ  " وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " ، ولا ينفلت منهم إلا رجلان : أحدهما بشير ، والآخر نذير ، وهما من جهينة ، فلذلك جاء القول : ( وعند جهينة الخبر اليقين ) [19].
ما يقوله القرآن الكريم في نتائج الانتفاضات :
لقد تقدمت الحقائق التي ستؤول إليها أحداث الانتفاضات ، و خلع العرب أعنتها ، وهي : قيام الساعة الثانية عشر من ساعات النور والنهار وأسفار الصبح ، وهو الإمام المغيَّب بأمر الله ، الإمام المهدي عليه وعلى آبائه السلام ، ولكن النتائج القريبة التي ستؤول إليها مجريات الأحداث ـ بمعنى : البدائل التي ستحل محل الأنظمة التي يتم إسقاطها ــ يشير إليها القرآن الكريم إشارة واضحة كل الوضوح والبيان ، وذلك في قوله تعالى عندما يخاطب الجيل الذي سينزل به أنواع العذاب ( من العذاب الأدنى ، إلى العذاب الأدهى والامرّ ، فيقول ( وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ *  وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الْأَمْثَالَ *  وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ *) [20] .
وقد شاهدنا ولمسنا ما يقوله القرآن الكريم فيمن سبق من سقوط الأنظمة ، وفي العراق تحديدا ، حيث أن قسمهم بأنهم لن يعطوا الملك ولن يسمحوا بان يخرج من أيديهم مرة أخرى مهما كانت التضحيات (  أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ) فان هذا القول قالوه علانية وعلى مسمع الجميع ، وهو قول رئيس الحكومة وحزبه وحاشيته ، واما قوله تعالى ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الْأَمْثَالَ ) أي إنها ليست أقاصيص من التاريخ وعبر وحِكَم ، بل حقائق شاهدتموها بأعينكم ، وشاهدتم كيف فعل الله بصدام و حزبه وعصاباته ، وانتم سكنتم في مساكنهم : أي في قصورهم ومقرات حزبهم وعلى مكاتبهم ، وفي مؤسساتهم ، ولكن هل كان لكم موعظة في ذلك ؟ فيخبر القرآن الكريم بان هؤلاء هم من سنخ أولئك وعلى نفس سياستهم و بنفس أخلاقياتهم وفسادهم وفرعونيتهم ، فالقضية هي فقط حلول عصابات محل عصابات ، ومافيات محل مافيات ، وليست الشعارات التي يرفعونها في بادئ الأمر إلا للمكر والخداع للاستحواذ على الملك (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) .
   وهذا الذي جرى في العراق ، يجري الآن في ليبيا ، وفي تونس ، وفي مصر ، وفي اليمن ، ومثله في بقية البلاد التي ستتساقط أنظمتها ، فلا إصلاح ولا مصلحون ، حتى ظهور من يملأها قسطا وعدلا ، بعد ما ملئت ظلما وجورا  .
صبرا يا شيعة أهل البيت :
    أمام هذا الوضع المزري الذي تعيشه الإنسانية بأسرها ، وأمام الوضع الذي يعيشه أحرار الشيعة وأخيارها وأبرارها ، من هذه الرايات الظالمة والمفسدة ، أمام هذا القتل والاستهداف ، أمام الحرمان والقهر ، ماذا أمرهم الله وماذا وعدهم وما هو جزاءهم !! لقد تكلم القرآن الكريم بذلك في أبين البيان وبشّر الصابرين منهم بما لا يعلمه إلا الله ، فدون وراثة الأرض ، ودون الجنات الأرضية والأخروية وأوصافها التي تشتاق إليها النفوس ، إدّخر الله لهم ما لم يعلن عنه ولم يكشف عنه وذلك لعظمته بما يتناسب مع جزاء وعطاء الله ، فقال تعالى في سورة ق* ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) ، فنسأل الله تبارك وتعالى من هذا المزيد .
  لكننا قدمنا بهذا التقديم ، لنختم هذه الرسالة برواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، عن وفاء الشيعة ودعائه لهم :
 * ( ابن محبوب ، عن أبي يحيى كوكب الدم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن حواري عيسى ( عليه السلام ) كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى ( عليه السلام ) الحواريين : "  كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ   " ، فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه ، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ينصرونا ويقاتلون دوننا ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان ، جزاهم الله عنا خيرا .) [21]
ملاحظة : يجب أن يعلم المسلمون وغير المسلمين بان الشيعة والتشيع ليس حزبا سياسيا ، ولا وراثة يرثها الابن عن الأب ، بل عقيدة وفكر وأخلاق وسلوك ومبادئ وقيم ، منبعها القلب والضمير ، تدخل فيها أقوام ، و تتخلى عنها جماعات ، ويصبر عليها من ثبّت الله قلبه بالقول الثابت ، فلا حاجة للحسد ، لان بإمكان أي مسلم أو غير مسلم ، أن يتوب قبل فوات الأوان ويدخل في ولاية أهل البيت عليهم السلام ، وإن كان أبوه قاتل الحسين عليه السلام ، وإن كان قومه من حارب رسول الله صلى الله عليه وآله ، نقول ذلك لكي لا يعتقد احد بما اعتقد به إبليس عندما يئس من رحمة الله فناصب العداوة للأولياء الله ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
         ترقبوا رسائلنا القادمة
                                         عامــــر الفـــــيحان




([1])   الكافي - الشيخ الكليني ج 8   ص 209 :
([2])    كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 143 :
([3])   كنز العمال - المتقي الهندي ج 11   ص 246 :
([4])   الزخرف  65ـ 66
([5])   سورة مريم  38،37
([6])    إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2   ص 281 :
([7])    كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 171 :
([8])     إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي ج 2   ص 287 :
([9])       كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 154 :
([10])     تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي ج 1   ص 64 :
[11]   فتح الباري ـ ابن حجر ج 6 ص 449
[12]  تفسير ابن كثير ـ ابن كثير ج 4 ص 205
[13]  المؤمنون 75
[14]  البقرة 120
 [15]ـ  كتاب الفتن لنعيم ص 118 ، كنز العمال ج 11 ص 276
  
 [16]  كتاب الغيبة ـ محمد بن إبراهيم النعماني ص 147
 [17]   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 177 :
 [18]  فصلت 17
 [19]   جامع البيان - إبن جرير الطبري ج 22   ص 129 :
 [20]   سورة إبراهيم  44 ــ46
 [21]     الكافي - الشيخ الكليني ج 8   ص 268 :

هناك تعليقان (2):

  1. ماهو اختلاف بني فلان !! و الذي سمتهم بعض الروايات بني العباس ، صراحة ,, فمن هم هؤلاء ؟ باختصار شديد ـ لان هذا مفصل في كتبنا و بحوثنا تفصيلا :
    حدثنا الحسن بن على بن أبي حمزة ، عن أبيه ; ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) أنه قال : " إذا رأيتم نارا من قبل المشرق شبه الهردى العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد ( عليهم السلام ) إن شاء الله عزوجل ،[ الحديث طويل ناخذ منه المقصود ]
    ثم قال ( عليه السلام ) : إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ، فإذا أختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ( عليه السلام ) ، إن الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا كان كذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة ، وخرج السفياني . وقال : لابد لبني فلان من أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق ، وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ، هذا من هنا ، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهم لا يبقون منهم أحدا . ثم قال ( عليه السلام ) : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم )
    كتاب الغيبة- محمد بن ابراهيم النعماني ص 253 ـ 255 :
    ان ملك العرب في الدولة الاسلامية كله في قريش ولا يخرج من قريش ـ الا فترة قصيرة جدا في بعض الدول ، قبل ظهور الإمام (ع) بعد ما يسمى بالربيع العربي ، او ( خلع العرب اعنتها ) وكله بقدر الله ، فكان بعد رسول الله (ص) في قريش هكذا ( رجل من تيم ،، ثم من عدي ، ثم اموي ، ثم عاد الى عترة رسول الله في الإمام علي (ع) ، ثم في بني امية ( بفرعيهم الاعياص و العنابس ــ السفيانيين و المروانيين ) ، ثم في بني العباس ـ وكل هؤلاء من قريش طبعا ،، ثم سقطت الدولة الاسلامية على يد التتر المغول سنة 656 هج فبقي الملك ينتقل من امة الى امة ( صفويين و بويهيين و سلاجقة و ترك و افرنج و برتغال و اسبان و انجليز و ايطاليين .. الخ ، الى قيام الحرب العالمية الاولى ثم الثانية وسقوط الدولة العثمانية ،، ثم بدأت حركة الاستقلال العربي من الاستعمار ،،، فعاد الملك بشكل عكسي ، بعكس التسلسل الاول ، فعاد الملك لبني العباس و قامت دولتهم الثانية ـ فان لهم رايتان و دولتان ( الاولى : اولها فتنة و اوسطها ضلالة و آخرها كفر ــ و الثانية : اولها وزر و آخرها كفر " لا تنصروها لا نصرها الله " كما قال رسول الله (ص)
    * حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن عبد الله بن أبي الأشعث الليثي قال تخرج لبني العباس رايتان إحداهما أولها نصر وآخرها وزر لا ينصرونها ، لا نصرها الله ، والأخرى ، أولها وزر وآخرها كفر، لا ينصروها ، لا نصرها الله . ) كتاب الفتن ـ نعيم بن حماد ص 120
    * وفي غيبة ألنعماني : عن الإمام الباقر (ع) أن ابن عباس بعث إلى أبيه الإمام علي بن الحسين عليهما السلام من يسأله عن هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا ) فغضب الإمام علي بن الحسين (ع) و قال للسائل : ( وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به ، ثم قال : نزلت في أبي و فينا ، ولم يكن الرباط الذي اُمرنا به بعد ، و سيكون في ذرية من نسلنا المرابط . ثم قال : أما إن في صلبه ـ يعني ابن عباس ـ وديعة ذرئت لنار جهنم ، سيُخرجون أقواما من دين الله أفواجا ، و ستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد ، تنهض تلك الأفراخ في غير وقت ، و تطلب غير مدرك ، و يُرابط الذين آمنوا و يصبرون و يُصابرون حتى يحكم الله ، وهو خير الحاكمين . ) الغيبة ـ محمد بن ابراهيم النعماني ص199
    ، فجميع الملوك و الرؤساء العرب الذين ملكوا الامة العربية من اواسط القرن الماضي بعد الاستقلال عن الاستعمار ، هم اولاد عبد الله بن عباس ، وهم الراية الثانية للدولة العباسية

    ردحذف
  2. ، فجميع الملوك و الرؤساء العرب الذين ملكوا الامة العربية من اواسط القرن الماضي بعد الاستقلال عن الاستعمار ، هم اولاد عبد الله بن عباس ، وهم الراية الثانية للدولة العباسية ، وهم في الراية الاولى ثلاث و عشرين ( بعدد سني " الملك " كما قال امير المؤمنين (ع) ، و في الثانية : اربعين ملكا و اميرا و رئيسا ) ، وما تحدثت عنه الروايات من اختلاف بني العباس فيما بينهم : هو اختلافهم بعد غزو الكويت عام 1990 ثم استقدامهم للروم ( امريكا و بريطانيا ) و دول اجتمعت كآكلة القصعة ـ لتحرير الكويت !! ، ثم اشتد الخلاف بينهم سنة بعد اخرى و بدأت المؤامرات فيما بينهم احدهم على الآخر و بتحريض من امريكا و اسرائيل ، فكل من آل سعود ( آل دوسع ) و آل نهيان ( آل النون ) ، وآل صباح ( آل حاصب ) ، وعبد الناصر و السادات و مبارك ، و البكر و صدام ، وبومدين و بوتفليقة ، وآل الحسن في المغرب و آل الحسين في الاردن ,,,, الخ كل هؤلاء هم اولاد عبد الله بن عباس وهم هاشميين فعلا و من لبة بني هاشم ، ولكنهم ملعونين على لسان رسول الله (ص) وهم في صلب عبد الله بن عباس ، وهم من اخرج الناس من دين الله افواجا و شيعوهم الى فرق و احزاب و البسوا الامة ثياب السواد كما فعل بني امية سواء ،، كلاهما قتل أئمة اهل البيت و شيعتهم .. وهذا هو اختلافهم المشار اليه في كتاب الله ( * فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * ) فالصبي من آل سعود هو من بني هاشم ، و لهذا قال امير المؤمنين (ع) : و ذل ملوك الظلم من آل هاشم ** وبويع منهم من يلذ و يهزلُ *** ثم تختم ببيعة الصبي فيتزق ملكهم و يتشتت امرهم و يزول ملكهم هذا باختصار شديد ...
    ومن يريد التفصيل و بالاسانيد و الروايات فليراجع كتابي ( عولمتنا .. دولة الإمام المهدي (ع) الجزء الرابع

    ردحذف