إنتفاضة الشعوب العربية الى أين ...؟

بغض النظر عن رأينا الشخصي لما يحدث من ثورات وإنتفاضات في الشعوب العربية، حيث أننا ننظر إليها على أنها حق تأخرت المطالبة به كثيراً، وعلى أنه (عودة الروح) الى جسد ميت، وعلى أنه لابد للأعضاء المصابة بالغنغرينا إما أن تقضي على حياة المرء أو يستأصلها قبل فوات الأوان، وان جميع الأنظمة العربية بلا إستثناء، هي أعضاء مصابة بالغنغرينا، سواء كانت في المشرق أو المغرب أو الخليج أو الشام، وان عملية إستئصالها بعملية جراحية نظيفة ومعقمة، أو بواسطة معول صدئ، باتت خياراً لابد منه، إذا كانت الشعوب العربية تنوي أن لايكون مصيرها في متحف الحيوانات المنقرضة. وعليه فإننا نستبشر خيراً بهذه الثورات والأنتفاضات - وهذا رأي شخصي.
ولكن .. ماتخبر به الروايات الواردة عمن يخبره العليم الخبير( فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ) ، فانه صلى الله عليه وآله أخبرنا بالأسباب والعواقب والنتائج الأخرى وأبعادها، لما يحدث في مثل هذا الوقت بالتحديد، وهي علوم تفوق رؤية المحللين والمفكرين والمفسرين وهي التالي :.

12‏/02‏/2012

انتفاضة الشعوب العربية 2 الهبوط من ارض مصر

الرسالة الثانية
الهبوط من ارض مصر

     إن الأحداث التي تشهدها مصر منذ بداية انتفاضة الشعب المصري ، ثم زوال ملك ( المتبرك ) محمد حسني مبارك ، هي مقدمات لحدث أعظم ستشهده مصر في السنوات المقبلة وفي سنة الظهور تحديدا ( و ارجح انها سنة 1439 هج )، وهي دخول المروانيين إلى مصر ليخربوها ، والشعب المصري يعلم ذلك من خلال ثقافته الشعبية المتوارثة في أدبياته عن ( آخر زمن !!! ) و التساؤلات الاستنكارية في لغته الشعبية ( بعد إيه ؟؟ بعد خراب مصر ؟؟؟ ) ، فخبر خراب مصر ليس بجديد ، ولكن هذا الجيل من الشباب وقع في فجوة من الفراغ الثقافي والانفصال عن الامتداد التاريخي لمسيرته الحضارية ـ كما وقع الشعب العراقي بذلك من خلال نسيان الجيل الأخير لما هو الموعود من ( بلابوش ) حتى داهمهم هذا البلاء .

 دخول أهل المغرب إلى مصر 
     حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن العمري عن القاسم بن محمد عن حذيفة قال : ( إذا دخل أهل المغرب أرض مصر فأقاموا فيها كذا وكذا تقتل وتسبي أهلها فيومئذ تقوم النائحات، فباكية تبكي على استحلال فروجها ، وباكية تبكي على ذلها بعد عزها،  وباكية تبكي على قتل أولادها،  وباكية تبكي على قتل رجالها،  وباكية تبكي شوقا إلى قبورها .)[1]  

ما يكون من فساد البربر وقتالهم في أرض الشام ومصر ومن يقاتلهم ومنتهى خروجهم وما يجرى على أيديهم من سوء سيرتهم :
       حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن عبد الله العمري عن القاسم بن محمد عن حذيفة أنه قال لأهل مصر إذا جاءكم عبد الله بن عبد الرحمن من المغرب أقتتلتم أنتم وهم عند القنطرة فيكون بينكم سبعون ألفا من القتلى وليخرجنكم من أرض مصر وأرض الشام كفرا كفرا ولتباعن المرأة العربية على درج دمشق بخمسة وعشرين درهما ثم يدخلون أرض حمص فيقيمون ثمانية عشر شهرا يقتسمون فيها الأموال ويقتلون فيها الذكر والأنثى ثم يخرج عليهم رجل شر من أظلته السماء فيقتلهم فيهزمهم حتى يدخلهم أرض مصر .) [2]
     وبالطبع فان أهل حمص ودرعا وحرستا وأخواتها ، ليس لهم اليوم إلا عدو واحد يبغضونه اشد البغض ، ويعتقدون بان جنتهم الأرضية ستقام بالقضاء على هذا العدو ـ وهم الشيعة و العلويون ـ ويلعب ديوث الخليج ( حم*... ) بن جاسم عرّاب بني إسرائيل ، ( ...* عسق * ) [ ع : عبد الله ، س : سعود الفيصل ] دور المؤججين لهذا العداء الطائفي (  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )  .
   وأما أهل مصر فإنهم شهدوا شيئا يسيرا من القتال عند القنطرة ـ وهي التي يسميها أهل مصر ( الكباري ) وهي الجسور المعلقة في تقاطعات الطرق السريعة ( وحول ميدان ساحة التحرير في القاهرة كانت أيام مشهودة لهذا القتال عند " القنطرة " ) ، ولكن الآتي أعظم وأعظم .

الرايات المتقاتلة و أصولها :
     حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني شيخ من خزاعة عن أبي وهب الكلاعي قال : إذا خرج أهل المغرب فاشتد أمرهم خرجت عليهم العرب فتجتمع العرب كلها في أرض الشام على أربع رايات ، راية لقريش وما لف لفها وراية لقيس وما لف لفها ، وراية لليمن وما لف لفها،  وراية لقضاعة وما لف لفها ، فتقول العرب لقريش : تقدموا فقاتلوا على ملككم أو دعوا .
 فتقدم قريش فتقاتل فلا تصنع شيئا ، ثم تقدم قيس فتقاتل فلا تصنع شيئا ثم تقدم اليمن فلا تصنع شيئا ، ثم ضرب أبو وهب منكب خالد بن ظهير الكلبي ثم قال رايتك وراية قومك البلق البقع هو يومئذ والله يظهر عليهم ) [3]
توضيح :
    كلب قبيلة أخوال السفياني وأنصاره في الشام ، ولهم ثارات مع كل من بني العباس و بني مروان ، فقريش التي تتقدم هم ( السنّة ) بحسب المصطلحات الطائفية الشائعة اليوم ، أو ( شيعة بني العباس ) بحسب الروايات . وأما رايات ( قيس ) فهي الرايات المناصرة للمروانيين ـ أهل المغرب ـ ( تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ) ، وأما رايات اليمن فسوف نأتي عليها في الحديث عن أهل اليمن .

حرستا .. والخسف الموعود بأهلها الظالمين :

     حدثنا الوليد عن أبي عبد الله عن مسلم بن الأخيل عن عبد الكريم أبي أمية عن محمد بن الحنفية قال يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق فبيناهم ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض فانقعر غربي مسجدها ويخسف بقرية يقال لها حرستا ثم يخرج عند ذلك السفياني فيقتلهم حتى يدخلهم مصر ثم يرجع فيقاتل أهل المشرق حتى يردهم إلى العراق .) [4]
عذاب حمص على يد البربر :
 *   حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر عن تبيع عن كعب قال إذا خرج البربر فنزلوا مصر كان بينهم وقعتان وقعة بمصر ووقعة بفلسطين وفيما بين ذلك حتى ينزلوا حمص فويل لها منهم فيصيبهم فيها ثلج شديد أربعين ليلة فيكاد يفنيهم ثم يفتحونها ويدخلونها فيخرجون منها ما بين الغربي إلى القنطرة التي وسط السوق ثم يرتحلون منها ) [5]
*   حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن مشيخته قالوا : أهل حمص أشقى أهل الشام بالبربر  .
*    حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن كعب قال أسلم أهل الشام وأسعد أجنادها بالرايات الصفر أهل دمشق وأشقى أهل الشام وأجنادها أهل حمص وأنهم ليغمرن الشام كما يغمر الماء القربة
*  حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الجبار بن رشيد الأزدي عن أبيه عن ربيعة القصير عن تبيع عن كعب قال والذي نفسي بيده ليخربن البربر حمص آخر عركتين الآخرة منهما ينزعون مسامير أبواب أهلها ويكون لهم وقعة بفلسطين ثم يسيرون من حمص إلى بحيرة فامية أو دونها بفرسخ فيخرج عليهم خارجي فيقتلهم .) [6]
 * ويل للجندين جند فلسطين والأردن وبلد حمص من بربر يضربون بسيوفهم إلى باب للعطر وصاحب المغرب رجل من كندة أعرج .) [7]


 شدة القتال عن القناطر ( الكباري ) :
*  حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهري قال إذا اختلفت الرايات السود فيما بينهم أتاهم الرايات الصفر فيجتمعون في قنطرة أهل مصر فيقتتل أهل المشرق وأهل المغرب سبعا ثم تكون الدبرة على أهل المشرق حتى ينزلوا الرملة فيقع بين أهل الشام وأهل المغرب شئ فيغضب أهل المغرب فيقولون إنا جئنا لننصركم ثم يفعلون ما يفعلون والله ليخلين بينكم وبين أهل المشرق فينهبونكم لقلة أهل الشام يومئذ في أعينهم ثم يخرج السفياني ويتبعه أهل الشام فيقاتل أهل المشرق .
*    حدثنا أبو يوسف المقدسي عن محمد بن عبيد الله عن يزيد بن سندي عن كعب قال إذا ظهر المغرب على مصر فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها لأهل الشام .

ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب :
وفي غيبة النعماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( قال لي أبي عليه السلام، لابد لنا من أذربيجان، لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، والبدوا ما لبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً، والله لكأني أنظر إليه بين الركن و المقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد ، وقال: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب. ) ([8]) .

المواقف التي تبدو غامضة :
    بعد تقديم هذه العينة البسيطة من الروايات التي ترسم لنا سيناريوهات الأحداث المقبلة ، يصبح واضحا لكم أيها الشعوب العربية هذا الاختلاف في الموقف من انتفاضة الشعوب العربية لدى كل من يعلمون الحقيقة ، ويعلمون الفرق بين انتفاضة تونس و ليبيا و مصر واليمن و البحرين وغيرها ، ,بين ( انتفاضة ) سوريا ، سواء كان هذا الموقف صادر من ( حزب الله في لبنان ) أو من إيران أو من جهات عراقية معروفة ، فان من الشام ظهور الملعون على السنة الأنبياء جميعا وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وآله،  في جميع صحاحاتكم واسانيدكم ، وأما ما موجود في كتب الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فهو يفوق قدرات عقولكم الصغيرة ، ولذلك حاولنا الاكتفاء بمصادر العامة دون الخاصة فإنها يشيب لها الصغير قبل الكبير وان الله سيحاسب الناس على مواقفهم وليس على انجازاتهم في هذه الظروف ، حيث أن الأمور تجري بمر القضاء ولا حول ولا قوة لأحد بإيقافها أو تغيير مجراها .
  ومن هنا يبين لكم أيضا : من هو الذي يريد بكم شرّا ، هل هي روسيا والصين بمواقفهما في مجلس الأمن ؟ أم أصدقاء و حلفاء بني إسرائيل ( أمريكا والاتحاد الأوربي )  ؟
أليس لكم في العراق و أفغانستان عبرة إن كنتم من أولي الأبصار ، أم انه تعمى القلوب التي في الصدور ؟  
ومن هنا تعرفون الهوية الحقيقة لما يسمى ( جيش سوريا الحر ) !!! وهو ما يشير إليه قوله تعالى (  فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) وهو المروي عن الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) .
وإنني لأعجب كل العجب من وقاحة اعتي الديكتاتوريات الفاسدة في منطقة الخليج وهم يصوتون بذيولهم ضد الإرهاب وضد التوريث وضد القمع ، ويرفعون شعار ( الديمقراطية لشعوب ليس لها آلهة .. وأما نحن فآلهة .. مادامت أمريكا تشهد وكفى بها شهيدا ) .
     ايها الشعوب العربية : سنوافيكم برسائلنا اللاحقة عن اليمن والعراق ، ثم عن  ( الم * ... ) الملحمة العظمى ... الحرب العالمية الثالثة ... فترقبوا
    
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ )



([1])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 158 :

([2])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 158 :

([3])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 159 :
([4])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 159 :

([5])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 159 :
([6])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 160 :
([7])  ـ   كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي  ص 160 :

[8]     غيبة النعماني 194

هناك تعليق واحد: